Catalogue
nouveauté
Presse
أمل المكّي , 04 Jun 2015 09:04
منمنمات "آنا/كرونيك" أو "اللامنطق" العابر للزّمن!
منمنمات "آنا/كرونيك" أو "اللامنطق" العابر للزّمن!
 
                                                        

في لوحات تجمع الماضي بالحاضر في شكل ساخر متهكّم حتّى المرارة، تحاول عائشة الفيلالي أن تظهر "الآن هنا" بكلّ عيوبه المخجلة من خلال "ما كان" 

تنبش عائشة، الأستاذة بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، بعين الفنّانة ويد المبدعة قمامة "الآن هنا" بكلّ ما ألقي فيها من "أحذية بالية" و"قوارير فارغة" و"شعارات خاوية"، فتتبدّى 33 لوحة لا شيء منطقي يجمع بين عناصرها غير اللاّمنطق نفسه... عارضة أزياء بمواصفات جمال القرن الحادي والعشرين تقف مستعرضة قوامها أمام أمير فارسي فيما سلسة أحذيتها الفاخرة تشكّل صراطا مستقيما بينهما وطائرة من أحدث طراز تحلّق فوق رأسيهما! فتاة لم تبلغ بعد سنّ الرشد ترتدي "شورتا " قصيرا فيما يطالعها بعينين مفترستين شيخ مقوّس الظهر  يشبه شخصيات ألف ليلة وليلة والموضوع "حكم النكاح وحكمته"! 

كملابس الإمبراطور التي لا يراها غير الأذكياء، تبدو لوحات عائشة فيلالي التي ضمّنتها في كتاب "آنا/كرونيك" الصّادر مؤخّرا عن دار الجنوب، عصيّة عن كلّ من يفتقر إلى العين الناقدة والقريحة الساخرة... فالظواهر الإجتماعية المخجلة، التي صيّرتها الفنّانة منمنمات، فعل فيها "الفوتوشوب" فعله ورحلت دون آلة زمن من عصور الممالك القديمة إلى عصر "المهالك" الحديثة أين تنتشر "الزبلة" وتتّسع رقعة "الحفصية" و ترقد "ثورة" ويكتب "دستور" ويتكلّم "جبل الشعانبي" وتغرق "جامعة منوبة" في القماش... 

بالنسبة لتونس التي تعيش "إنتقالا ديمقراطيا" يبدو ما تفعله عائشة فيلالي بالمنمنمات "إنتقالا فنّيا" ثائرا لا شيء يوقفه أو يعطّل مساره...